• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / المرأة الأديبة / كاتبات الألوكة


علامة باركود

الأخبار الاجتماعية "محكمة"

مفيدة محمد


تاريخ الإضافة: 25/5/2017 ميلادي - 28/8/1438 هجري

الزيارات: 3228

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الأخبار الاجتماعية "محكمة"


بعد هذه السنواتِ يا أمي حين ضعُف منك العَظمُ، ورقَّ منك الخاطرُ، وأُصِبتِ بمرَضينِ مزمنين، تفتري عليكِ إحدى كَنَائِنِكِ؟! تلك التي عاملتِها كواحدة منا! تلك التي ظننتِ أنها ستكونُ مسرَّةً لابنك، فتلد له أبناء وتربِّي معه أحلامَه، لكن اليوم في المحكمة نحن اجتمعنا: أنت يا أمي، وأنا، وأخي، وزوجته، اجتمعنا ليس كما يُفترضُ بأفراد عائلة أن يجتمعوا؛ اجتمعنا لأنها رفعت قضية ضدَّنا جميعًا، تذكُرين يا أمي لقد كنا معًا نحن الثلاثة حين سافرنا لخطبتها، فهي من ولاية أخرى، ثم نحن الثلاثة أنفسنا مرة أخرى سافرنا إلى ولاية أخرى لنحضر عُرسَ أخيها، نحن الثلاثة الذين كنا سببًا في ضمها لعائلتنا، ها نحن الثلاثة أيضًا ندفع ثمنَ ذلك، لكن أنا وأخي على قدر هذا الحمل، أما أنت يا أمي، فقد ارتجفت أواصرُك كلُّها حتى كاد يغمى عليك، وجلستِ ثلاثَ مرات لأجل مسافة لم تتجاوز العشرة الأمتار، ليس خوفًا يا أمي، ولكن بسبب جسمك الضعيف الواهن، وحمل هذا الظلم، والظهور بالجَلَد؛ لكي لا تُظهري الكدَر مما حلَّ بنا أمام أخي فتزيديه همًّا على ما يقاسيه من المرار والشعور بتأنيب الضمير؛ فزوجته التي كان يفترضُ أن تكرمَك وترعاك وتحبَّك، تجرُّك للمحكمة بعد هذا العمر!

 

لقد كان وجهُ أخي محمرًّا ثم مصفرًّا، حتى اسودَّ وغابت عنه مظاهرُ الوجه الإنساني، أما أنا، فكنت غارقةً في التحليل؛ محاولة أن أشدَّ من أزرهم؛ ربما لأني الأقلُّ عُرضةً للأذى؛ فلستُ زوجَها، وليس عليَّ النظرُ في وجهها كلَّ يوم، ولستُ أنتِ يا أمي ولا نصفَك ولا حتى واحدًا من مليون مما تشعرين به، فرغم إشفاقي عليك وعلى أخي فإني كنت الأفضلَ بينكم، ويا ليتني كنت أستطيعُ أن أخفِّفَ عنكم، فكَّرتُ في تبليغ خطيبي، لكن لا أرى أن الأمرَ مهمٌّ ما دمتُ بريئةً ولم أرتكب ذنبًا، كما أني لا أودُّ سماعَ مواعظَ ولا مواساة، تعلمتُ أن أقاسمَ نفسي الحزنَ حتى يزولَ، والله وحده يفرِّجُ عني وعن كلِّ مظلوم.

 

دخلنا قاعةَ المخالفات، ولكن القاضي أجَّل الفصل ليوم 6 جوان، وأعفى أمي من الحضور بعد أن شاهدَ حالتها، عند دخولنا وخروجنا من المحكمة، تلك التي تمنيت أن أكونَ يومًا محامية فيها، إلا أني لم أتبعْ أحلامي وأصبحت معلِّمةً، قال لي الشرطي: لماذا أتعبتموها؟ ظنًّا منه بل يقينًا أننا كنا سببًا لجرِّ أمِّنا لمثل هذا الموقف، هذا صحيح؛ فنحن لم نَحْمِها من وقوع الظلم عليها، ولم نحتَطْ لذلك، أعتقدُ أن القضيةَ أمرُها محسومٌ، وستؤول للصُّلح، إلا أني ما زلت أشعر بالحزن لما عِشناه اليوم، بل منذ أن دخَلتْ هذه المرأة بيتَنا وأحدَثتْ فيه ما أحدثت من فتن، ثم جزاء صبرنا عليها أن نمشيَ هذه الخطوات إلى دار القضاء؟!

فيا رب القضاء تولَّنا، وأرنا فيها ما تستحق!





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة